جامعة النهرين تقيم ندوة عن اطلاق العيارات النارية

عرف العراق باقدم الحضارات الانسانية التي نشأت على وجه الخليقة، وكان العراقيون القدماء اول من كتب القانون ونظم الحقوق والواجبات فضلا عن اهتمامهم بالانسان وتنظيم القوانين الخاصة التي تحمي حقوقهم ومنها حقه في الحياة والمحافظة على حياته وكرامته، ورفض كافة المظاهر التي تؤدي بحياته أو تفزعه واعتبارها دخيلة، والواجب ان يحد من انتشارها ولان ظاهرة اطلاق العيارات النارية في الهواء بسب أو بدون سبب خصوصا وانها اودت بحياة الكثيرين، وتجسيدا للدور التربوي والتوعوي الذي تمثله الهيئات التعليمية في بناء المجتمع الحضاري .
اقامت شعبة الارشاد النفسي والتوجيه التربوي برئاسة جامعة النهرين بالتعاون مع كلية الحقوق الندوة الموسومة ( لا.. لا طلاق العيارات النارية في الهواء ) بحضور الدكتور عبدالجبار نعمة خليفة مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية ممثلاً عن السيد رئيس الجامعة.
تهدف الندوة التي ترأسها الدكتور ناهض موسى طلفاح مدير شعبة الارشاد النفسي والتوجيه التربوي الى التعريف بظاهرة اطلاق العيارات النارية في الهواء التي تعد من الظواهر الدخيلة على المجتمع العراقي .
عبر السيد المساعد العلمي عن اهمية اقامة مثل هذه الندوات التثقيفية والتوجيهية لمنتسبي الجامعة كونها تعد ركيزة لبناء المجتمع الحضاري خصوصا ان العراق هو البلد الاول في الحضارات و ظاهرة اطلاق العيارات النارية في الهواء قد تفشت بشكل ملحوظ في الآونة الاخيرة وعدها ظاهرة دخيلة.
واشار خليفة الى ضرورة توسيع المظاهر الحضارية وتوجيه المجتمع بالشكل الصحيح نحو تلافي الاخطاء التي تضر بالآخرين والاستغناء عن العنف المسلح في المناسبات .

تضمنت الندوة محورين اساسيين تطرق الاول الى اهمية التطبيقات القانونية بحق الفاعل فيما اشار المحور الثاني الى التأثير النفسي لدى الفاعل و المجتمع .
تناولت الدكتورة زينب احمد عوين التدريسية في كلية الحقوق المحور القانوني لمثل هذه الحالات والاثار المترتبة عليها وما نصت عليه الشرائع القانونية من تجريم الفاعل.
واشارت عوين الى ان اسباب ظهور الاطلاقات النارية في الهواء في مختلف المناسبات هو الفوضى وعدم الزام القانون بالعقوبات والردع لمرتكبيها .

وتحدث الدكتور ناهض بمحوره النفسي الى تحليل شخصية رامي العيارات النارية واصفا أياه بأنه شخصية غير متزنة وانفعالية أو شخصية استعراضية يسعى من خلالها لحب الظهور وجلب الانتباه فضلا عن الشعور بالنقص الذي يعاني منه احياناً.
وتطرق طلفاح من جانب آخر الى الاثار النفسية لرمي الاطلاقات على عموم المجتمع اطفالا ونساءاً وشيوخاً ومدى شعورهم بالخوف والرهبة والفزع مما يجري وهذا كله يؤثر على استقرارهم النفسي وتهديد لأمنهم واستقرارهم .
ان تفشي ظاهرة الاطلاقات النارية بدون مبرر يخلق اجواء فوضوية وتشكل فرصة سانحة وحجة دامغة لضعاف النفوس والمجرمين باستغلالها لغرض القتل أو التصفية .

وفي مداخلاتهم عبر الحاضرون عن تفائلهم لاقامة هذه الندوات التي تعزز الثقة والموضوعية لتلافي هذه الصورة القاتمة لهذه الظواهر الدخيلة والارهابية في نفس الوقت .

خلصت الندوة الى جملة توصيات منها قيام مؤسسات التربية والتعليم في ممارسة دورها بتوعية الطلبة والمنتسبين لنبذ واستهجان هذه الظاهرة السلبية وكذلك العمل على نشر ثقافة وعي ( اللاعنف) ضمن مفاصل المجتمع بكل مستوياته وممارسة الهيئات الاعلامية دورها في التوعية سواء على النطاق السمعي أو المرئي والمقروء وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني في التوعية من خلال اقامة ورش العمل والندوات الخاصة بذلك ،فضلا عن حصر السلاح بيد الدولة والاجهزة الامنية.
وكذلك تفعيل القوانين الخاصة بمعاقبة الجناة وتوعية منتسبي الدولة الى ضرورة الالتزام بالقوانين والانظمة، مطالبة المعنيين بشؤون الطفل بتوجيه النشئ الجديد على مظاهر الحب والالفة والتقليل من استيراد لعب العنف والقتال وتشديد الرقابة على مراكز الانترنيت بخصوص الافلام القتالية التي تشجع على العنف .
اعلام النهرين / هناء محمد