العلوم السياسية تنظم حلقة نقاشية عن اهمية القراءة ومنظمات المجتمع المدني

ضمن النشاطات العلمية التي تنظمها وحدة البحوث والدراسات بكلية العلوم السياسية نظمت لجنة دراسات اللغة العربية الحلقة النقاشية عن تدني القراءة اليوم والمجتمع المدني في الرواية العراقية .
تهدف الحلقة التي قدمها الدكتور حسين مشتت مدير الوحدة البحثية الى الحديث عن امية القراءة التي يعاني منها المجتمع اليوم كون التكنولوجيا استقطبت كل الوقت وكيفية معالجتها وتشجيع الطلبة على مزاولتها كذلك اهمية منظمات المجتمع المدني في النهوض بالواقع من خلال الرواية الحقيقية والهادفة .
وتضمنت الحلقة محاضرتين الاولى عن ( تدني القراءة اليوم مع التعريج على كتاب تأريخ القراءة ) القيت من قبل الدكتورة حذام بدر التي تطرقت فيها الى تقسيم الامية مابين أمية القراءة والكتابة وهذه تحتاج الى اهتمام كبير من قبل الدولة في اعادة المتسربين من المدارس من الاطفال فضلا عن منع العمالات الصغيرة المنتشرة في الاسواق والمحلات .
اما الامية الثانية فهي امية المعرفة وهي منتشرة بين عامة الناس بل حتى في صفوف الطلبة سواء في الاعداديات او المعاهد والكليات .
وتناولت بدر في حديثها بأن القراءة هي ثقافة عامة والكتب بكافة انواعها وتخصصاتها هي من اهم المراجع التاريخية والعلمية المهمة ففي طياتها سيرة الاجداد والقوانين والمعارف والعلوم ورغم زحف التكنولوجيا وسطوتها في حياتنا المعاصرة وتوفر وسائل القراءة والمعرفة بطرق ايسر واسرع الا ان قراءة كتاب يظل محتفظا بمكانته وسحره يبن كل وسائل القراءة وتساءلت السنا من قيل عنا مثقفو الوطن العربي بأن القاهرة تكتب وبيروت تطبع والعراق يقرأ . السنا أول امة عرفت الكتابة والرسم ووضعت القوانين قبل الاف السنين .
فيما تناولت المحاضرة الثانية (المجتمع المدني في الرواية العراقية ) للدكتورة اشراق كامل كعيد الذي تحدثت فيه مفهوم المجتمع المدني وتأريخه ومميزاته واهدافه .
واشارت كعيد الى ان الاستقلالية عن المؤسسات الحكومية هي التي تميز المجتمع المدني عن غيره وتجعله متنوع المكونات والتنظيمات سواء على مستوى النقابات والاتحادات المهنية والمنظمات المهتمة بالطفولة او النساء والشباب، فضلا عن الرسالة والاهداف الموحدة التي لابد من استثمارها في خدمة الوطن والمواطن وتجذير الوعي المدني والاهتمام بالشأن العام فضلا عن المشاركة والاسهام في المجالات كافة ومراقبة اداء اجهزتها الرسمية والمعارضة البناءة .

وبينت الحلقة ان اهمية القراءة تأتي ضمن منهجية الثقافة العامة واكساب المواطن الوعي من اجل النهوض بالواقع من خلال اهتمامه بما تقدمه منظمات المجتمع المدني من خدمات جليلة تخدم المجتمع والفرد العراقي في المجالات كافة والتعليم والثقافة خاصة .

خرجت الحلقة النقاشية بعدة توصيات منها احياء المكتبات العامة والخاصة فضلا عن مكتبات الجامعة وتزويدها بالتكنولوجيا الحديثة وعمل موقع لكل مكتبة يسجل به اسماء الكتب المتوافرة فيها لتسهيل عملية البحث عن المصادر من قبل الطالب، كذلك تفعيل مادة قراءة كتاب وتحليله الى منهج كون اكثرالاختصاصات تدرس مادة اللغة العربية، تشجيع المؤسسات الثقافية بدعم القراءة ويأتي ذلك من خلال طبع كتب الكتاب والباحثين على شكل مختصرات وتوزيعها بشكل مجاني او باسعار مدعومة .
تحفيز المبدعين والنقاد للالتفات الى توظيف مفاهيم المجتمع المدني ومحاربة الفساد داخل العمل الابداعي ولا يخفى علينا بأن الادب هو مرآة تعكس الواقع فعليه يجب ان يكون مصدر الهام ووعي ثقافي، عقد الندوات والحوارات الثقافية لتشجيع منظمات المجتمع المدني بايجاد مجال عمل على ارض الواقع والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لنشر الوعي المجتمعي ويكون ذلك عبر استخدام وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعي لما له من اهمية في نشر وتعزيز الوعي المدني في المجتمع .
اغنت التداخلات العلمية الحلقة النقاشية من خلال الافكار والمداولات التي اشاد بها الحاضرون مقترحين ان يكون لهذا الموضوع ندوة شاملة في المستقبل كونه يمس مسألة الوعي الثقافي والفكري .
اعلام النهرين / هناء محمد