ضمانات التطبيق في القانون الدولي الانساني

number: 
988
عربية
Degree: 
Author: 
محمود خليل جعفر
Supervisor: 
الدكتور عصام العطية
year: 
2009

الحرب والأنسانية كلمتان لا تتساويان ولا تلتقيان، فالحرب نزاع ودمار والانسانية رحمة ووئام، فالحرب نزعة بشرية منذ بدء حياة الانسان على الأرض. وخلافاً لما يامل المثاليون، فالأصل على مايبدو في العلاقات الدولية هو الحرب والاختصام وليس الوئام والسلام. ففي دراسة اجرتها مؤسسة كارنجي للسلام عام 1940 عن حروب العالم في التاريخ ذكرت انه منذ عام 1496 ق.م وحتى عام 1861 ميلادية وهي دورة زمنية طولها 3357 عاماً شهدت البشرية 227 سنة من السلام في مقابل 3130 سنة من الحروب.في احصاء اخر تبين انه خلال 185 جيلاً من الاجيال لم ينعم بسلم مؤقت من بينها إلا عشرة اجيال فقط. وقد نكب العالم منذ ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها بما يزيد على مائة حرب بينها حروب اتسع نطاقها الى درجة مفزعة رهيبة، وحروب طال امدها على الرغم من ضيق نطاقاها وحروب خاطفة بلغت اقصى درجات الشراسة والضراوة على الرغم من انها لم تدم سوى بضعة ايام أو اسابيع. وغالباً ما ينجم عن هذه النزاعات كوارث انسانية مروعة وخسائر جسيمة في الأرواح والاموال والمعدات واسباب القتال المسلح والحروب متعددة ومتجددة بحيث لا يمكن تفهمها على حقيقتها او تعيينها او تحديدها إلا بالرجوع الى مظاهر الحياة الأنسانية التي تفسر لنا دوافع القتال بين البشر ومن المفارقات العجيبة ان الأنسان – وهو في التحليل النهائي نواة التجمع البشري – هو الذي ابتدع اسباب الحرب وانخرط فيها وهو ذاته الذي اكتوى ويكتوى بنارها ويكابد لظاها، الأنسان هو الذي يشن الحرب في لحظات التهور والطيش. وهو ذاته الذي يرفع صوته بالشكوى من فظائعها ويسعى في لحظات التعقل الى الحد منها او ضبطها، الانسان هو الذي يخوض غمار الحرب بلا رحمة ولاشفقة، وهو ذاته الذي يعمل في لحظات اليقظة الوجدانية الى جعلها انسانية والتخفيف من ويلاتها.تقول مقدمة دستور منظمة اليونسكو ((لما كانت الحروب تبدأ في عقول الناس ففي عقول الناس يجب ان تبنى حصون السلام)).ولقد اختلفت اراء العلماء حول علاقة القانون بالحرب بين قائل بأن الحرب ضد القانون واخر بان الحرب فوق القانون وغيرها من الأراء.وإذا كان واقع تلك الحروب ينم عن طابعها المأساوي إلا أنها يجب ان تتكيف بأحد أقسام القانون الدولي، ونعني به القانون الدولي الانساني.