مبـدأ عـدم الإعــادة القسريـــة للاجئيـن فـي القانـون الدولـي

number: 
1829
عربية
Degree: 
Author: 
رنــا ســلام أمـانــة
Supervisor: 
أ. م. د. مها محمد ايوب
أ. م. د. سلام منعم مشعل
year: 
2015

أصبحت ظاهرة اللجوء ظاهرة إنسانية قديمة بسبب تعاقب الأزمات والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدها العالم سابقا ويشهدها حاليا, ولا تزال هذه الظاهرة في تزايد مادام مسبباتها ودوافعها من حروب وكوارث واضطهاد وخروقاً واسعة لحقوق الإنسان مابرحت تتزايد وتتفاقم باستمرارفي الدول التي تسجل فيها أعلى نسب من اللاجئين في العالم .وأدت ظاهرة اللجوء وحركات اللاجئين والصعوبات الناجمة عنها إلى تفاقم المشاكل المرتبطة باستقبال النسب المتزايدة من اللاجئين وطالبي اللجوء في ظل أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة إلى حد ما .كما أن اللجوء الذي ارتبط تاريخياً في الحضارات والمجتمعات المختلفة بالواجب التقليدي الذي يفرض حسن استقبال الأجنبي , وإكرام عابر السبيل , وحماية المستغيث , ارتقى اليوم إلىأن أصبح يمثل حقا أساسياً من حقوق الإنسان , حيث نص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 ومن ثم دون في اتفاقية جنيف الخاصة بوضع اللاجئين لسنة 1951.والحال هنا فرض على المجتمع الدولي إيجاد سبيل لتوفير الحماية الدولية للاجئين وتأسيس نظام دولي لحماية اللاجئين , وتعاقبت على محاولة إيجاد حل لمشكلة اللاجئين بعد الحرب العالمية الثانية مجموعة من الوكالات التي أنشأتها الأمم المتحدة الني تصورت أنها مشكلة مؤقتة ومحدودة , غير أنه مع تزايد أعداد اللاجئين بدرجة كبيرة في العقود القريبة العهد وتزايد معاناتهم الإنسانية وضعت منظمة الأمم المتحدة أمام الأمر الواقع مما دفعها إلى أنشاء مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في العام 1950 واعتماد اتفاقية جنيف الخاصة بوضع اللاجئين لعام1951.وكانت الغاية من هذا الإجراء إيجاد نظام لحماية ضحايا الاضطهاد بسبب العرق أو الدين أو الجنسية أو الانتماء الى فئة اجتماعية معينة أو لتبني آراء سياسية معينة.أن الحماية الدولية للاجئين (International Protection for Refugees ) مسؤولية أساسية وإنسانية, وهي تتسم بأهمية كبيرة لما تمثله من وجود رابطة قانونية بين الفرد والنظام الدولي الذي يؤسس لهذه الحماية ويؤطرها إلى جانب ما تؤديه هذه الحماية الدولية من وظيفة أساسية في حماية اللاجئين, وكفالة سلامتهم الشخصية وأمنهم في النظام القانوني الدولي للاجئين باعتبارها آلية دولية لتعويض الحماية الوطنية التي فقدها اللاجئون في بلدانهم , فهؤلاء لم يعودوا يتمتعون بحماية حكوماتهم التي أصبحت عاجزة أو غير مستعدة للقيام بهذا الواجب , فأن المجتمع الدولي يضطلع بهذا الدور ويوفرها لهم .