مكانة تركيا في المدرك الاستراتيجي الامريكي: دراسة مستقبلية

number: 
1843
عربية
Degree: 
Author: 
حيدرعبد الرزاق خلف الحيدري
Supervisor: 
الاستاذ المساعد الدكتور قاسم محمد عبيد الجنابي
year: 
2015

من بديهيات القول إن الدراسات العلمية تتوخى الوصول إلى المعرفة، بوصف الظاهرة او الموضوع قيد الدراسة بحاجة الى التفكير العلمي، بغية تحليلها، وادراكها للوصول الى حقيقة التفسيرات التي تبحث في الاسباب والمتغيرات الموضوعية والواقعية ذات الصلة بالموضوع، مع ملاحظة المتغيرات الرئيسة والثانوية التي تؤثر في العلاقة الترابطية لفهم المقدمات التي تقود الى ادراك النتائج.تركيا تشغل موقع جيوستراتيجي يميزها من كثير من الدول، هذا الموقع الذي يربط بين الشرق والغرب، ومطل على دوائر استراتيجية حيوية، جعلها في حقبة الحرب الباردة محط اهتمام القطبين آنذاك، إذ سارعت الولايات المتحدة الامريكية إلى كسب تركيا ضمن محور التحالف الغربي، وضمها الى حلف شمال الاطلسي، لتتحول تركيا الى جبهة متقدمة لصد المد الشيوعي(النفوذ السوفيتي آنذاك)الامر الذي جعل من تركيا تأخذ مكانة متميزة في عقلية صانع القرار في الولايات المتحدة الامريكية وتفكيره، لما لها من دور متميز لحفظ المصالح الامريكية من تهديدات الاتحاد السوفيتي في تلك الحقبة.بقيت تركيا تمثل ركيزة أساسية في الاستراتيجية الامريكية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، على الرغم من الآراء التي أشارت إلى تراجع المكانة التركية لما بعد الحرب الباردة، وانتهاء وظيفتها كقاعدة عسكرية متقدمة لحلف شمال الاطلسي، اذ لم تناط لتركيا أدوار رئيسة يمكن أن تمارسها خارج الوظيفة الامنية والعسكرية لحلف شمال الاطلسي، لكن فكرة الطورانية التي اعلن عنها الرئيس الاسبق (تورغوت اوزال)، كانت بداية البحث التركي عن ادوار تنسجم مع ما تملكه من مقومات وتاريخ، مما جعلها تعيد صياغة ادوارها على وفق اسس خاصة، وهذه الصياغة قد تشكلت بمدركات ذاتية مع وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة، وانتهاجه سياسة خارجية، وظفت المزاوجة(الزمكانية) ما بين الجغرافية والتاريخ، كوحدة انطلاقٍ لدور فاعل في محيطها الاقليمي، ومن ثم محاولة الانطلاق نحو أدوار دولية أوسع.