الحماية القانونية الدولية للصحفيين في وقت النزاعات المسلحة (العراق أنموذجا")

number: 
1665
عربية
Degree: 
Author: 
جبار محمد مهدي كظام السعدي
Supervisor: 
أ.م.د مهــا محـمد أيــوب
year: 
2013

 منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان خليفة له في الأرض،أنعم عليه حقوقا اقتضتها طبيعته الآدمية فخلق الإنسان بأحسن تقويم،وجعل عبوديته له وحده ليحرره من عبودية الآخرين،ووهبهُ الحياة،وميزه عن خلقه بنعمة العقل لأجل أن يفكر ويعبر بما يفكر،لذلك فان نكران أي من هذه الحقوق يعني إنكار لآدمية الانسان وألهمت النفس الإنسانية الفجور والتقوى ليحل الصراع بين الخير والشر،فكانت  النزاعات المسلحة،هذا الواقع الذي لازم الإنسانية منذ بدء الخليقة،وتطورت مع تطور المجتمعات البشرية حتى وصلت إلى نزاعات الدول،ونتيجة للمآسي التي خلفتها هذه النزاعات المسلحة،سعت الإنسانية إلى صياغة العديد من القواعد للتخفيف من آثارها وحماية ضحاياها ممن ليس لهم مشاركة في القتال،واجتمعت الدول لأول مرة سنة 1648واتفقت على تطبيق مبدأ التوازن الدولي للمحافظة على السلم،وظل هذا المبدأ مطبقا حتى انهيار جدار برلين سنة 1989ومعه منظومة أوروبا الشرقية،وبعدها الاتحاد السوفيتي(سابقا)مؤديا إلى انهيار النظام العالمي المبني على أساس التوازن وانفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالعالم كقوة عظمى وبعد أن هوجمت في عقر دارها سنة 2001 ردّت بسياسات جديدة اقترحها المحافظون الجدد,أبرز ما فيها تبنيها الحرب الاستباقية بدلا من سياسة الردع والاحتواء المعمول بها أبان الحرب الباردة,وكان من نتائج هذه السياسة هي غزو العراق سنة 2003 بدون الرجوع إلى مجلس الأمن،وفرض أمر واقع على المجتمع الدولي كافة بعد أن عجزت وحليفتها بريطانيا من الحصول على التفويض اللازم بذلك،لتخلق انطباعاً ًلدى العالم بالعودة إلى المربع الأول من خلال ما حصل من أحداث ومجازر لا تراعي حرمة أو شرعة دولية وفي غمرة هذه التطورات تبرز من بين الفئات المحمية طائفة تسعى دوما ًإلى تغطية الأحداث ونقلها إلى الرأي العام،إنهم طائفة الصحفيين الذين أضفى عليهم القانون الدولي الإنساني صفة المدنيين،وما أحدثه هذا الغزو،أن جعل العمل الصحفي في العراق من اخطر الأعمال سواء على المستوى العالمي أو المحلي.