دور الضبط الإداري البيئي في حماية جمال المدن

number: 
1854
عربية
Degree: 
Author: 
سجى محمد عباس
Supervisor: 
الأستاذ الدكتور غازي فيصل مهدي
year: 
2015

الجمال سر من أسرار القدرة الإلهية، وهو فطري لدى الانسان يدركه بالحس والقلب من خلال المدركات الحسية التي وهبها الله لنا، والجمال هو أمر أساسي وأصيل في حياة الإنسان، وأصبح الاهتمام بجمال المدن ورونقها بحماية البيئة والمنظر العام الحضاري، أمراً ضرورياً وحاجة ملحة في حياة الأفراد والدول كافة، فهو مظهر من مظاهر حضارة الإنسان ورقيه، ومظهر من مظاهر تقدم المجتمع وتطوره، فتنظيم البناء والعمران من حيث الشكل الخارجي وإدماج البنايات في البيئة المحيطة واحترام المناظر الطبيعية والحضرية وحماية التراث الثقافي والتاريخي، هو منفعة عمومية لكامل افراد المجتمع والدولة على السواء.ان موضوع الدراسة يرتبط بحاجة من الحاجات العامة في المجتمع، وبعنصر من عناصر النظام العام الذي لايقل أهمية عن عناصر النظام العام الأخرى التي درج الفقهاء على تسميتها بالعناصر الأساسية للنظام العام أو العناصر التقليدية للنظام العام، ألا وهي ( الأمن العام والصحة العامة والسكينة العامة )، فهذه العناصر على الرغم من أهميتها القصوى وضرورة توافرها في الدولة، الا ان الوفاء بها فقط من دون غيرها من عناصر النظام العام الأخرى – لاسيما حماية جمال المدن - التي فرضت تطورات الحياة، وتزايد تدخل الدولة في حياة المجتمع، إلى ضرورة القيام بها وحمايتها شأنها في ذلك شأن العناصر الأساسية للنظام العام، ويُعد هذا الامر أخلالاً كبيراً بالغاية التي يسعى الضبط الإداري الى تحقيقها, وتتمثل في المحافظة على النظام العام بسيادة النظام والطمأنينة والسلام الاجتماعي وصولاً لتحقيق الرفاهية العامة.كما يرتبط موضوع الدراسة بنوع من أنواع التلوث البيئي المهمة والخطيرة والحديثة في الوقت الحاضر، ألا وهو اختفاء المظاهر الجمالية في المدن، أو مايعرف بالتلوث البصري، هذا النوع من التلوث الذي بات اليوم أحد أمراض العصر، لما يخلفه من آثار سيئة في صحة الافراد وسلوكهم في المجتمع.