جماعات الضغط والسلطة التشريعية في الولايات المتحدة الامريكية دراسة حالة ( منظمة ايباك )

number: 
536
عربية
Degree: 
Imprint: 
علوم سياسية
Author: 
رغد علي حسن
Supervisor: 
د. مها عبد اللطيف الحديثي
year: 
2008

تعد جماعة الضغط في الولايات المتحدة الامريكية جزءاً من آلية عمل النظام السياسي ، وتستوجب عملية فهم النظام السياسي الامريكي ، الرجوع الى الدستور الامريكي للتعرف على آلية عمل النظام السياسي ومؤسساته الفاعلة في الحكم ، ونوعية وحجم الصلاحيات والسلطات المتاحة ، وفقاً للدستور ، لتلك المؤسسات اضافة الى تناول المواد التي منحت حماية دستورية لعمل المؤسسات غير الرسمية مثل جماعات الضغط ، فالسياسة الامريكية لا يرسمها افراد وانما هنالك مؤسسات ، رسمية وغير رسمية ، تتفاعل مع عوامل داخلية وخارجية مستمرة في التغيير ، حيث امتاز الدستور الامريكي بعدة خصائص أهمها آلية الفصل بين السلطات والنظام الفيدرالي ، فقد سهلت هذه الخصائص من عمل جماعات المصالح في الولايات المتحدة الأمريكية ، وتمكين بعضها من الضغط على صناع القرار السياسي الامريكي لتحقيق اهدافها. تلعب جماعات الضغط دوراً فاعلاً في صنع السياسة العامة ، وعبر جميع مراحلها بدءاً من مرحلة أثارة اهتمام الحكومة بالمشكلة وصولاً الى تقييم القرار ، مستخدمة العديد من الوسائل المباشرة وغير المباشرة لتحقيق تلك الاهداف.
تختلف جماعات الضغط من حيث قدرتها في التأثير عند صنع السياسة العامة ، وذلك انطلاقاً من مدى توفر الامكانيات التي تمتلكها هذه الجماعات وحجم الاهداف التي تسعى الى تحقيقها ، فضلاً عن وجود عوامل موضوعية وذاتية تحدد مدى فاعلية عمل تلك الجماعات. ويعد الكونغرس الامريكي هو السلطة التشريعية المسؤولة عن رسم السياسة العامة في الولايات المتحدة الامريكية ، إذ ان دور السلطة التشريعية في صنع السياسة العامة يبرز ويتعمق ، بل ويعد أساسياً ليس فقط في الولايات المتحدة الامريكية وانما في كل الدول الديمقراطية ، حيث يلاحظ الدور الواضح والكبير للسلطة التشريعية في صنع السياسة العامة ، فسعت كل جماعات الضغط لتحقيق مصالحها للتأثير في آلية اتخاذ القرار الامريكي. تؤثر جماعات الضغط في المؤسسات الرسمية وخاصة السلطة التشريعية ، ويعد اللوبي هو احدى وسائل جماعات الضغط في الولايات المتحدة الامريكية ، حيث استثمرت هذه الجماعات آليات العمل الديمقراطي في كل جوانبه بدأ من التعددية السياسية وحرية الصحافة وحرية التعبير عن الرأي والقدرة على الدخول في العمل السياسي عبر اللوبي ليكون التأثير في داخل المؤسسات الرسمية ، لذلك عُد اللوبي الصهيوني من اقوى جماعات الضغط المؤثرة في الولايات المتحدة الامريكية بما يمتلكه من امكانات متنوعة واحكام السيطرة عبرها على توجهات صانع القرار الامريكي لصالح ( اسرائيل ). ولتوضيح العلاقة بين جماعات الضغط والسلطة التشريعية في الولايات المتحدة الامريكية ومدى قدرتها على التأثير جاءت دراسة حالة منظمة ايباك التي تعد من اهم المنظمات داخل اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الامريكية المؤثرة في الكونغرس الامريكي ، وتهتم منظمة ايباك بقضية واحدة تتركز حول ( اسرائيل ) واولويتها في الحياة اليهودية الامريكية. قال أيهود أولمرت – رئيس الوزراء الاسرائيلي – " نحمد الله ان لدينا ايباك ، اعظم مؤيد وصديق عندنا في العالم بأٍسره ". وهناك في واشنطن " مقولة " سياسية مأثورة تقول " لا تغضب أياً من اللوبيات الثلاث ( صناعة الدخان ، ورابطة الرايفل ، والايباك ). ان ايباك تمثل جوهر اللوبي الصهيوني ، وهي تمثل مركز الثقل في الحركة الصهيونية داخل الولايات المتحدة الامريكية ومركز العمليات السياسية سواء كانت تتعلق بالانتخابات او المعارك في الكونغرس حول سياسة الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط ، والتي تمكننا من ادراك مدى نفوذ اللوبي في املاء سياسة الشرق الاوسط على الكونغرس الامريكي. وقد اقر النظام السياسي الامريكي عبر مؤسساته بفاعلية وتأثير هذه المنظمة والانضواء تحت توجهاتها في خدمة مصالح اسرائيل وذلك من خلال منحها عدة تشريعات اهمها التعديل الدستوري الاول المؤكد على حرية الخطابة والتجمع ، وليلحقه عدة تشريعات لتنظيم عمل تلك الجماعات. لقد استثمرت منظمة ايباك هذه الضمانات التشريعية لتنجح في توجيه السياسة العامة الامريكية لصالح ( اسرائيل ). وتعد السلطة التشريعية من اهم منافذ الضغط لهذه المنظمة ، حيث تمكنت من توجيهها عبر اللوبي اليهودي العامل في هذه المؤسسة وتوجيه اعضاء الكونغرس بما يحقق مصالح ( اسرائيل ) ، ويمكن ملاحظة فاعلية تأثير هذه المنظمة في العديد من القرارات الامريكية اهمها قرار غزو العراق واحتلاله والموقف من البرنامج النووي الايراني.