دور الأمم المتحدة في تسوية المنازعات الدولية بعد الحرب الباردة ( دراسة حالة الصحراء الغربية )

number: 
863
عربية
Degree: 
Author: 
ربا صاحب عبد الجنابي
Supervisor: 
الأستاذ الدكتور فكرت نامق عبد الفتاح العاني
year: 
2009

منذ العام 1918 والعالم بدأ يفكر في إيجاد منظمة دولية تحافظ على السلم والأمن الدوليين أثر أنتهاء الحرب العالمية الأولى ، لما سببته تلك الحرب من خسائر مادية وبشرية منيت بها دول العالم المشاركة في الحرب ، لتؤسس عدد من دول العالم عصبة الأمم التي تسعى إلى تحقيق السلم والأمن عام 1920 إلا أنها لم تفلح في وضع حد للنزاعات المسلحة ومحاولات بسط النفوذ من قبل القوى الكبرى لضعف أجهزتها التنفيذية وقلة عدد أعضائها وبقاء معظم دول العالم تحت الاستعمار . وبعد عقدين أندلعت الحرب العالمية الثانية وأضحت عصبة الأمم عاجزة عن إيقافها أو فرض قراراتها على الدول المشاركة في الحرب ، لتحل محلها منظمة الأمم المتحدة التي أسستها الدول المنتصرة في الحرب في 24 / 10 / 1945 وقد أعطت لنفسها الحق في التدخل السلمي والعسكري أن أقتضى لحل النزاع الدولي ولإحلال الأمن والسلم الدوليين الذي يعد من أهم أهدافها التي وردت في ميثاقها لا بل أن مقاصد الأمم المتحدة في تحقيق التعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية ما هي إلا مبادئ مكملة لهدف حفظ السلم والأمن الدوليين ومن أجل تحقيق هذا الهدف فقد حرصت الأمم المتحدة على التدخل في غالبية النزاعات الدولية سعياً وراء تسويتها بالطرق السلمية وأبعاد أحتمالات تصاعدها إلى حروب تهدد السلام العالمي .ولا جدال في أن دور الأمم المتحدة في حل النزاعات الدولية أثناء الحرب الباردة قد تأثر بأجواء الصراع بين القوتين العظميين ( الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي ) مما أنعكس سلباً على مهمة الأمم المتحدة في حفظ السلم والأمن الدوليين ، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي في كانون الأول 1991 وإنهيار المعسكر الاشتراكي وإنتهاء حلف وارشو من الناحية العملية وجدت الأمم المتحدة نفسها مرغمة على العمل في ظل أجواء النظام الدولي الجديد الذي يتصف بهيكليته القائمة على القطبية الأحادية المتمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية وهذه الأوضاع تحمل في طياتها تحديات وصعوبات عديدة تواجه عمل منظمة الأمم المتحدة من أجل تحقيق أهدافها .