تأثير الطاقة على الأمن الإسرائيلي (1990 – 2010)

number: 
1758
عربية
Degree: 
Author: 
جوان علي مهدي
Supervisor: 
الأستاذ الدكتور عبد علي كاظم المعموري
year: 
2015

أٌسست (إسرائيل) على أرض عربية اغتصبت من أصحابها الشرعيين بالقوة المسلحة, وتوسعت عن طريق الدعم غير المحدود من الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية, وعلى وفق هذا أصبح تحقيق الأمن والحدود الآمنة هو الشغل الشاغل لإسرائيل استراتيجياً, ومفهوم أمن (إسرائيل)مختلف عن ما تحدده استراتيجية أية دولة، فهو لا يرتبط (يتقيد) بحدود معينة، بل يرتبط بما يحققه من توسع مستمر على حساب العرب. وتكمن عوامل القوة الإستراتيجية الصهيونية في الجوانب الآتية: التفوق التسليحي التقليدي وغير التقليدي, استمرار احتلال الأراضي العربية تحت ذرائع أمنية, السيطرة والتوسع والهيمنة الاقتصادية على شعوب المنطقة ومواردها, وتسخيرها لخدمة أهداف أمن (إسرائيل) ومصالحها, إلى جانب امتلاك (إسرائيل) للسلاح النووي. وظل موضوع أمن الطاقة هو الاضعف في الترتيبات الاستراتيجية، لذلك سعت (إسرائيل) لتوفير مصادر الطاقة التي تعدها عنصراً مهماً لأدائها الأمني العسكري, إذ يحتل عنصر أمن الطاقة الإسرائيلي مكانة مهمة للغاية في الإستراتيجية الأمنية (لإسرائيل) على الدوام, وعلى الرغم من هذه الأهمية,وجود دراسات أو تقارير إسرائيلية, تعكس هذا القلق وانعكاساته على الاستراتيجيةالأمنية (لإسرائيل), ولعل ذلك يعود في جزء منه إلىأنه يشكل نقطة ضعف في الميزان الشامل للقوة الإسرائيلية بشكل عام, وهو ما لا تريد إظهاره بوضوح إزاء الرأي العام الإسرائيلي، نظراً لحساسيته في استقرار المهاجرين، وأن ارتكازها على الولايات المتحدة في الحفاظ على أمنها، وتعهدت الاخيرة بالالتزام به، منذ تأسيس هذا الكيان والى الان، وعدته امراً مقدساً، اعفى (الكيان الصهيوني) من القلق بشأن الطاقة الى حد ما، وعلى خلفية دعوة العرب الى استخدام العرب للنفط كسلاح، اندفعت (إسرائيل) إلى الاحتماء الدائم بالولايات المتحدة، إذ عقد الطرفان مذكرة اتفاق في العام 1979, ويتم تجديدها بهدوء كل خمس سنوات,تعهدت بموجبها الولايات المتحدةبتأمين حاجة (إسرائيل) من الطاقة -(وبخاصة النفط)- في الحالات الطارئة. لكن الأمن الإسرائيلي بشكل عام وأمن الطاقة بشكل خاص, لايقف عند حدود الاعتماد عـلى الآخــرين, مهـمـا بلغوا من قـوة, فـقـد عــرف عـن (إسـرائيل) تخـطيطـها للاسـتــيلاء عـلى حـقـول النفط والغازالعربية منذ ستينيات القرن الماضي, للتغلب على نقطة ضعفها المتمثلة في نقص الإمدادات من الطاقة، مقارنة بالقوة العسكرية الضاربة التي تمتلكها, والتي من الممكن أن تتعرض الى الشلل في أية معركة طويلة الأجلفي حال انقطاع الإمدادات.
وتشكل المكتشفات الإسرائيلية من مصادر الطاقة في الساحل الشرقي للبحر المتوسط، تطوراً إستراتيجياً مهماً, وذلك بحكم حجمها ونوعيتها, وأثرها بعيد المدى في مجمل الأداء السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي الإسرائيلي, وتقليل المخاطر المتعلقة بالإمدادات وبتكلفة الوقود, ولا شك أن تحسين الأوضاع الاقتصادية في (إسرائيل) راهناً ومستقبلاً, سوف يجعلها أقل حاجة للمساعدات المالية الخارجية, وأعلى قدرة على مجابهة الضغوط الاقتصادية الخارجية.