الابعاد السياسية والاقتصادية للتغيير في الدول العربية وتأثيره على الاستقرار السياسي والاقتصادي: مصر إنموذجا

number: 
1823
عربية
Degree: 
Author: 
علاء عبد الوهاب عبد العزيز المنذري
Supervisor: 
د. وسن احسان عبد المنعم
year: 
2015

 شهدت بعض الدول العربية منذ مطلع عام 2011 خروج حركات احتجاجية تطالب بحقوقها السياسية والاقتصادية وحرية التعبير عن رأيها والمطالبة بالتحول نحو الديمقراطية الحقيقية كمنهج للحكم وجميعها تتجسد في مطالبها برحيل رأس النظام السياسي وتغيير قواعد الحكم، اذ بدأت هذه الاحتجاجات في تونس بعد حادثة انتحار الشاب (محمد البوعزيزي) الذي حرق نفسه احتجاجا على اهانته من لدن قوات الامن التونسية وطرده من محل عمله، لتكون النار التي اضرمها (البوعزيزي) في نفسه قد اشعلت الدولة التونسية كلها ولم تنطفأ عند حدودها، بل انتقلت الى دول عربية اخرى مرورا بمصر، ليبيا، اليمن، سوريا والبحرين فخرجت التظاهرات المطالبة بالحقوق وتنحي رأس النظام السياسي في هذه الدول.هذه الاحتجاجات منها ما انتهت بتنحي ورحيل الرئيس عن منصبه كما حصل في تونس ومصر ومنها ما تطلب تدخل خارجي اخذ شكل الدور العسكري كما حصل مع تدخل حلف الناتو في ليبيا او من خلال المبادرات السياسية لإنهاء الاحتجاجات كالمبادرة الخليجية في اليمن، وأخرى تحولت من تظاهرات واعتصامات سلمية الى مواجهات مسلحة كما في سوريا، لتشهد المنطقة العربية حالة جديدة على واقعها لم تعرفها منذ خروج الاستعمار الغربي من دولها ولتؤشر معطيات جديدة يمكن ان تفرز واقع جديد لدول المنطقة إن ما حصل في الدول العربية لم يكن نتيجة فراغ، بل كان ناتجا عن مجموعة من العوامل على المستويين الداخلي والخارجي مثلت بالنهاية دوافعا للتغيير، فعلى المستوى الداخلي كان انتهاك الحريات العامة وانغلاق الافق السياسي وسيطرة المؤسسات الامنية على مفاصل الحياة العامة والحرمان الاقتصادي والتباين الطبقي والتمايز الاجتماعي اهم هذه الدوافع التي أدت الى التغيير ، وعلى المستوى الخارجي فإن الادوار التي مارستها القوى الخارجية ومشاريع التغيير التي طرحتها من جهة وممارستها الضغط من جهة اخرى في الوقت ذاته من اجل اقامة وضع افضل في الدول العربية هو ما شكل بالنهاية محفزا ودافعا للتغيير.